يتسائل المرضى دائما" عن مخاطر عمليات الليزر والليسك لتصحيح البصر وتكثر التحذيرات من جهات ليس لها مصلحة في انتشار هذه العمليات فما هي حقيقة الوضع وكيف لنا ان نعلم هل نقدم على هذه العمليات ونحن مطمئنون ام لا ؟

في البداية يجب ان نذكر ان عمليات تصحيح البصر هي اكثر عمليات تجرى في العالم من ناحية العدد وهي انجح عمليات تجرى في العالم من ناحية نسبة نجاح العملية حيث تصل نسبة النجاح في هذه العمليات 96% فما فوق, والمقصود بنجاح العملية هو ان المريض سوف يستغني عن النظارة الطبية الى حد كبير ولن يتعرض لفقدان بصره او لتدني حدة الابصار بحيث لا يمكن تصحيحه, اما كون المريض قد تعود له بعض الدرجات البسيطة من قصر النظر او طول النظر او الانحراف بعد العملية فهذا لايعتبر فشل للعملية ومن الممكن بكل بساطة اعادة العملية وازالة هذه الدرجات بدون تعريض المريض لأي مخاطر .

لقد تم الحديث مؤخرا" عن احتمالية حدوث قرنية مخروطية بعد عمليات الليسك وهنا يجب ان نؤكد بأن لكل عملية مضاعفاتها ومن مضاعفات عمليات الليسك القرنية المخروطية ولكن هذا قد يحدث بنسبة تقل عن 1% وذلك اذا ما تم اجراء صور طبوغرافية للقرنية بأجهزة حديثة ومن قبل اشخاص مؤهلين وعلى دراية تامة بهذه الصور, حيث ان هناك ما يسمى بالقرنية المخروطية الغير ظاهرة وهذا النوع من القرنيات هي قرنيات مريضة وتتأرجح فما ان يجرى عملية ليسك لهذا النوع من القرنيات حتى تتدهور وتبدأ بالتمدد للامام وتصبح قرنية مخروطية ظاهرة

اما اذا كانت القرنية في الاصل طبيعية فانه من شبه المستحيل ان تتحول الى قرنية مخروطية بعد العملية اذا" فأن احتمالية تحول القرنية الى قرنية مخروطيه بعد عملية  الليسك هي اقل من احتمالية ان يتعرض الشخص لحادث دهس مثلا" وهذا ما جعل هذه العمليات تنتشر بهذه السرعة وبهذا الحجم في جميع انحاء العالم

 اما اذا ما نظرنا الى البدائل المعروضة على الاشخاص اللذين يعانون من قصر نظر او طول نظر او انحراف فهي في احسن الأحوال العدسات الاصقة وقد اصبح من المعروف ان مضاعفات العدسات الاصقة اكثر بكثير من مضاعفات عمليات الليسك حيث فقد العديد من مستخدمي العدسات الاصقة بصرهم العام الماضي نتيجة تلوث محلول للعدسات الاصقة بجرثومة الاكانتاميبا مما اضطر الشركة الصانعة لوقف تصنيع هذا المحلول وسحب الكميات جميعها من الاسواق

بقي ان نقول ان عملية تصحيح اليصر بالليسك هي عملية قديمة وقد مضى على اجراء اولى العمليات اكثر من خمسة عشر عاما" دون ان نرى اي مضاعفات طويلة الامد لهذه العمليات بل على العكس فجميع من اجريت له هذه العمليات يقول بأنه يتمنى لو انه خضع لهذه العملية منذ وقت طويل وبأن هذا هو افضل شيء قام به في حياته