كثيرا" ما يتسائل المرء عن السن المناسب لفحص عيني طفله بينما يتسائل آخر اذا كان من جدوى لهذا الفحص اساسا" ويعرض ثالث ان لا عوامل وراثيه اسريه تدعوا للقلق ولذلك فلا داعي للفخص ، فما هي الحقيقه وكيف يتصرف الانسان في ظل كل هذه الافتراضات؟

ٳن من واجب كل انسان فحص طفله فحصا" كاملا" لعينيه في سن الاربعة سنوات ، هذا في حين ان الطفل لايعاني من أي اضطرابات في النظر او العينين ولا فوجب فحصه حال ملاحظة هذا الاضطراب. اما المقصود بالفحص الكامل فيعني فحص النظر ( تحديد حدة الابصار ودرجات طول النظر ، قصر النظر ، او الانحراف أن وجدت) ، فحص حركة العينين وتحديد اذا ماكان هناك حول من أي نوع كان ، تآزر العينين ، فحص التشوهات الخلقيه ،فحص الجزء الخارجي من العين ، فحص قاع العين وفحص ضغط العين.

قد يتفاجئ الاهل من كثرة هذه الفحوصات ولكن في الواقع فأن هذه الفحوصات جميعا" لاتستغرق اكثر من نصف ساعه وتتم في عيادة الطبيب حيث لايستدعي اي من هذه الفحوصات الذهاب الى المستشفى وكما قيل قديما" درهم وقايه خير من قنطار علاج.

أما السبب في اختيار سن الاربعه سنوات لفخص الطفل فذلك لان الطفل في هذا السن يستطيع ان يجلس امام اجهزة الفحص بمفرده كما انه يستطيع ان يجيب عن الأسئله التي تطرح عليه وفي ذات الوقت فانه يكون قابل للعلاج بشكل افضل مما لو كان في سن الخامسه مثلا".

ان اكثر مايقلقنا عند الاطفال هو الكسل البصري ، والمقصود بالكسل البصري هو ان العين تكون سليمه تماما" ولكنها لاتبصربالشكل المطلوب اما العين الاخرى فتكون اقوى منها ، ويكمن السبب في الكسل البصري بأن العين لم تتدرب على الابصار منذ الصغر وذلك لعدة اسباب اهمها :

السبب الاول والاهم هو الاختلاف في درجات قصر النظر او طول النظر او الانحراف ، فاذا افترضنا ان العين اليمنى بها 4 درجات قصر نظر بينما العين اليسرى بها درجة واحدة فقط من قصر النظر ، فانه من الطبيعي ان يعتمد الطفل على العين اليسرى كونه يبصر بها بشكل افضل ، ونتيجة لاعتماده على هذه العين لسنوات عديده فان العين اليمين يتم اهمالها وتبقى حدة الابصار بها متدنيه مدى الحياة اضافة الى انه من الممكن ان تصاب بالحول وذلك كونها غير مشاركة في عملية الابصار.

السبب الثاني هو الحول منذ الصغر، فاذا كانت هناك عين تنظر باستقامه تامه والعين الاخرى بها حول فان هذه العين التي بها حول لاتشارك فيعملية الابصار وبالتالي فانه من الطبيعي ان تكسل وتبقى حدة الابصار بها مدنيه

السبب الثالث هو تغطية العين فلو غطينا عين طفل وجعلناه يبصر بعين واحده لفترة طويله فان هذه العين التي كانت مغطاه ستكسل وسنجد بعد ذلك انها غير قادره على الابصار مثل العين الاخرى مع انها طبيعيه تماما" وليس بها درجات او حول ، اذا" السبب هو ان هذه العين لم تتدرب على الابصار. يندرج ضمن هذا السبب التغطيه على العين بنحصل الشعر لاعتماد تسريحه معينه او تغطية العين لفترة طويله نتيجة مرض معين في العين او استخدام نظارة بدرجات غير ملائمه بحيث تشوش الرؤيه على هذه العين - - - - الخ

يكمن سر نجاح علاج الكسل البصري في الاكتشاف المبكر له حيث انه من المعروف انه بعد سن الخمس سنوات لايمكن العلاج وذلك لان المعلمات تكون قد ترسخت في الدماغ ويصعب تغييرها ، اما اذا تم اكتشاف الكسل البصري على سن مبكر فأننا وبكل بساطه نقوم بوصف النظاره المناسبه والتي تعطي افضل حدة ابصار للطفل بالاضافه الى تغطية العين السليمه لمدة مدروسه بحيث لا نؤثر عليها سلبا" كما ذكرنا سابقا" . ان هذه التغطيه للعين السليمه تجعل العين الكسوله امام خيار واحد وهو الابصار كما تجعل الدماغ مضطرا" للتعامل مع هذه العين كونها العين الوحيده المبصرة ولذلك فاننا نجد بعد فترة بسيطه بان هذه العين تحسنت وفي بعض الاحيان تعادل حدة ابصارها حدة ابصار العين السليمه.

اما اذا كان السبب في الكسل البصري هو الحول فاننا نقوم باجراء عملية لتعديل الحول مع تغطية العين السليمه لفترة مدروسه نجد بعدها ان حدة الابصار بدأت بالتحسن في العين الكسوله. كذلك الامر بالنسبه لاية معوقات امام العين فاننا نزيلها كي نجعل العين تبصر بشكل طبيعي خاصة اذا كان هناك ارتخاء في الجفن العلوي يؤدي الى اغلاق العين ودخولها في مرض الكسل البصري ، او مياه زرقاء في العين تؤدي الى الابصاربعين واحده او غيره من الامور التي يمكن علاجها وبسهوله.

من كل ماتقدم يتضح ان هناك امراض سامطه كالكسل البصري وارتفاع ضغط العين وغيرها والتي لاتعطي اي اعراض والتي يمكن علاجها اذا ما تم اكتشافها مبكرا" بينما يكون علاجها مستحيلا" وتبقى مأساه وقد تودي بالنظر مدى الحياة اذا تأخرنا عن اكتشافها عاما" واحدا" فقط