المياه البيضاء , المياه الزرقاء , الساد , الكاتراكت كلها مسميات لمرض واحد هو تعتيم عدسه العين مما يؤدي الى تدني في حده الابصار. كما هو معروف فان المياه الزرقاء في الغالب تحصل للاشخاص المتقدمين في العمر ويقصد بذلك فوق سن الخمسين, مع انها ممكن ان تحصل قبل هذا السن.
كانت عمليه ازاله المياه الزرقاء في السابق تتم عندما يفقد المريض الرؤيه تماما حيث كانت تزال عدسه العين جراحيا وكانت حدة الابصار المرجوه بعد هذه العمليات هي اي نظر يمكن المريض من ممارسه حياته اليوميه اي50% . مع تطور الحياه وزيادة سن التقاعد وزيادة عدد الاشخاص العاملين فوق سن الخمسين والستين وربما السبعين اصبح من الضروري تحسين حدة الابصار لهؤلاء الاشخاص الى ابعد الحدود , ولم تعد حدة الابصار 50% كافيه واكثر من ذلك فان معظم المرضى اصبحوا يبحثون عن نظر 100% وبدون استخدام نظارة طبيه, حيث يقول لك المريض الم تسحب المياه الزرقاء, اولم تزرع عدسه داخل العين بالمقاس المطلوب , اذا˝ لماذا احتاج الى نظاره طبيه ولماذا لا زال لدي قصر نظر درجه او درجتين مثلا ولماذا لدي انحراف . طبعا لايعرف المريض كم هو من الصعب تحديد درجة العدسه التي تزرع
داخل العين , ولايعرف ان هناك عوامل كثيره تحدد قوة هذه العدسة وان هناك متغيرات ناتجه عن العمليه نفسها تؤثر في قوة العدسة وتغير في قوة الانحراف , كالشق الذي نحدثه مثلا في القرنيه من اجل ادخال العدسه الى داخل العين وما الى ذالك . ان مايعرفه المريض هو انه يريد نتائج اشبه بنتائج عمليات الليزك , اي نظر100% او اكثر وبدون استخدام نظارات طبيه .
كانت حدة الابصار المرجوه في عمليات تصحيح البصر في بدايتها 50% بدون نظاره مع احتماليه بقاء درجة قصر او طول وكان الناس سعداء بهذه النتائج اما الان ومع التطور الكبير في اجهزة الليزر والتي تستخدم الاشعه المرتده وتحديد بصمه العين ......الخ فأن الهدف من العمليات اصبح الاستغناء تماما عن النظارة مع حدة ابصار 100% واحتمالية بقاء نصف درجة قصراو طول. مع جميع هذه التطورات في عالم الليزك اصبح السؤال لدى جراحي المياه الزرقاء هو كيف يمكن ان نزرع عدسات مناسبه للمريض بعد ازالة المياه الزرقاء بحيث نعطيه نتائج اشبه بنتائج الليزك اي الاستغناء التام عن النظاره مع نظر 100% وبقاء نصف درجه كأقصى حد.
من المعروف اننا نقوم بقياس قوه العدسه التي ستزرع في عين المريض قبل اجراء عمليه سحب المياه الزرقاء اما الان فان احدث التطورات هي اختراع جهاز جديد يعمل بالاشعه المرتده, يوضع على الميكروسكوب الجراحي ويقوم بقياس قوة العدسه المزروعه وبخاصه القوة الفعليه للعدسه بحسب وضعيتها النهائه داخل العين .
كما ان هذا الجهاز يعطينا قراءات دقيقه عن درجات ومحور الانحراف والتشتت الضوئي بحيث يمكننا من تحديد مكان التشطيبات الواجب احداثها على القرنيه لازالة هذا الانحراف واكثر من ذلك فانك بعد ان تقوم بهذه التشطيبات تجري مسح ضوئي جديد بهذا الجهاز لتبيان اذا ماكنت قد انجزت المهمه بشكل جيد, فأذا ماتبين انه لا زال هناك انحراف فانك تستطيع ان توسع من دائرة التشطيب بحيث تقضي على الانحراف تماما, اي ان المريض لايخرج من غرفه العمليات الا ونظره 100% , لكن اذا كان الانحراف شديدا او انك لاتريد اجراء عمليه تشطيب للقرنيه فانه بامكانك زرع عدسه بها درجة الانحراف المطلوبه والمحور المحدد , اما النتيجه النهائي فهي نظر 100%او اكثر.
بقي ان نقول ان العلم في تطور مستمر وما كان بالامس خيال اصبح الان حقيقه....