من المعروف للجميع ان عمليات الليزر والليسك لا تصلح لكل انسان , ولذلك فان هناك مجموعة من الفحوصات التي يجب اجراءها قبل العمليه للتأكد من ان هذه العمليه لا تشكل خطرا" على هذا المريض .
هذة الفحوصات هي :
1- فحص قوة النظر وتحديد درجات قصر النظر او طول النظر والانحراف .
2- صورة طبوغرافية للقرنيه.
3- قياس سماكة القرنيه.
هذا على اعتبار ان العين سليمة تماما" وليس هناك امراض سابقة .
من المعروف ان اشعة الليزر ولكي تصحح درجات العيوب البصريه تحتاج الى سماكة معينه في القرنيه ، حيث ان هذه الاشعه تقوم بنحت القرنيه بشكل دقيق جدا" لتغير من شكلها وبالتالي تخلص الانسان من درجاته، ولكن هذا النحت في القرنيه يقلل من سماكة القرنيه تماما" كما لو انك تنحت تمثالا" على قطعة حجر فكلما نحت اعمق في الحجر كلما قلت سماكته وكلما كان معرض اكثر لان ينثقب او ان ينكسر.
من كل ذلك نستنتج انه كلما كانت درجات قصر النظر اعلى كلما كان النحت او الحفر باشعة الليزر على سطح القرنيه اعمق وكلما تعمقنا في الحفر كلما كانت الخطورة على القرنيه بان تنثقب اكبر، وهناك حالات نادرة في العالم تم فيها ثقب القرنيه باشعة الليزر اما الحالات الواردة الحدوث فهي ترقق القرنية الى درجه تصبح فيها غير قادرة على تحمل ضغط السوائل الموجودة داخل العين فتتمدد الى الامام بحيث تفقد شكلها الكروي وتأخذ شكل غير منتظم وهذا مايسمى بالقرنيه المخروطيه. اما هذا الشكل الغير منتظم للقرنيه فانه يضعف من حدة الابصار بحسب درجة عدم الانتظام.
لذلك وبسبب كل ماذكرنا سابقا" فقد حدد العلماء في عالم تصحيح البصر سماكة معينه للقرنيه يجب عدم المساس بها ، فكانت في البدايه ٢٥٠ ميكرون اما الآن فهناك الكثير من الاطباء الذين يفضلون أبقاء سماكة ۳۰۰ ميكرون من القرنيه.
من المعروف انه في عمليات الليزك يقوم الطبيب بقص شريحة رقيقه من القرنيه تبلغ سماكتها من ١٠٠ الى ١٦٠ ميكرون ثم ترفع هذه الشريحة ويتم نحت القرنيه التي هي تحت الشريحة باشعة الليزرثم يتم اعادة الشريحة الى مكانها لتغطي القرنيه المنحوته. فاذا تخيلنا ان لدينا قرنيه سماكتها ٥٠٠ ميكرون وقمنا بازالة شريحة سماكتها١٠٠ميكرون من القرنيه فانه يتبقى لدينا سماكة مقدارها ٤۰۰ ميكرون واذا ما اخذنا بعين الاعتبار انه يجب ان يبقى لدينا ۳۰۰ ميكرون من سماكة القرنيه دون مساس فان السماكة التي يمكن ان يتم نحتها دون مخاطرة هي ١٠٠ميكرون فقط .
اذا افترضنا ان أشعة الليزر تحتاج الى سماكة ١٥ميكرون لنحت درجة واحدة من قصر النظر، فاننا نحتاج الى١٥۰ ميكرون كي ننحت ١٠درجات قصر نظر ، ولكن اذا كان لدينا ١٠٠ميكرون فقط هم الذين نستطيع ان ننحت بهم كما في المثال السابق فمن الواضح اننا لا نستطيع اجراء هذه العمليه. لكن وبما ان استخدام النظارات الطبية اصبح غير مرغوب لدى فئة كبيبرة جدا" من الناس وبما ان العدسات اللاصقه تأتي بالكثير من المتاعب والمضاعفات عند استخدامها لفترات طويلة ، فقد اصبح من الضروري ايجاد حلول لهؤلاء الاشخاص اللذين يعانون من درجات عالية وفي نفس الوقت لديهم قرنيه ذات سماكة قليله
برز هناك ثلاثة انواع من الحلول لمثل هؤلاء الاشخاص
1- ازالة عدسة العين او مايسمى ( الساد ) وزراعة عدسة صناعية بالدرجة المطلوبة.
2- زراعة عدسة داخل العين في الحجرة الاماميه من دون ازالة عدسة العين الاصلية.
3- زراعة عدسة داخل العين في الحجرة الخلفيه من دون ازالة عدسة العين الاصلية.
هذه الحلول جميعها ممتازة واعطت الفرصة للكثيرين بان يستمتعوا بحياتهم والتخلص من نظارتهم الطبيه.
اما عن الحل الاول فهو يستخدم عند الاشخاص اللذين تعدوا سن ٤٥− ٥۰ عاما" وذلك لانه من المعروف ان معظم الناس بعد سن ٥۰ معرضين للمياه الزرقاء وبالتالي فان ازالتها وزراعة عدسة مكانها في هذا السن هي في مصلحة المريض.
اما الحل الثاني فهو يستخدم لفئة الشباب من سن ۲۰− ۲۲الى سن ٤۰− ٤٥ وذلك لان الانسان في هذا السن تكون عدسة عينه شفافة كما انها تكون مرنة بحيث تعطيه القدرة على التأقلم لرؤية البعيد والقريب دون اي متاعب اما اذا ازلناها كما في الحل الاول وزرعنا مكانها عدسة اصطناعية فان المريض يفقد القدرة على التأقلم ويصبح بحاجة الى نظارة للقريب ناهيك عن احتمالية مضاعفات اخرى. ولكن هنا اي عند زراعة عدسة في الحجرة الامامية لابد من التأكد من سلامة الجدار الداخلي للقرنية واجراء تصوير دوري للقرنية بميكروسكوب خاص يقوم بتعداد خلايا الجدار الداخلي فاذا ما انخفضت عن مستوى معين يتوجب ازالة هذة العدسة من العين .
الحل الثالث يستخدم ايضا" لفئة الشباب من سن ۲۰ الى سن ٤٥ وهنا لا بد من التعامل بلطف عند زراعة هذة العدسات واتباع الشروط والتعليمات الخاصة بها لانها تزرع فوق عدسة العين الطبيعية تماما" وبالتالي فمن الممكن حدوث مياة زرقاء اذا ما تم خرق اي من القوانين الخاصة بها
في النهاية لابد ان نذكر بان عمليات تصحيح البصر قد قفزت قفزات كبيرة في السنوات الاخيرة بحيث اصبح لدينا خيارات كثيرة واصبحنا قادرين على تخليص معظم الناس من نظاراتهم ان لم يكن بالليزر والليزك فبزراعة العدسات داخل العين والجدير بالذكر ان نسبة نجاح عمليات زراعة العدسات داخل العين هي نفس نسبة نجاح عمليات الليسك وااليزر اي اكثر من ۹٦٪ ، كما ان معظم اطباء العالم لا يقومون باجراء عمليات ليزك او ليزر للاشخاص الذين يعانون من قصر نظر اكثر من٨ درجات بل يقومون بزراعة عدسات داخل العين